و من خطبة له علیه السلام
وَ اتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ وَ بَادِرُوا آجَالَکُمْ
بِأَعْمَالِکُمْ وَ ابْتَاعُوا مَا یَبْقَى لَکُمْ بِمَا یَزُولُ عَنْکُمْ
وَ تَرَحَّلُوا فَقَدْ جُدَّ بِکُمْ وَ اسْتَعِدُّوا لِلْمَوْتِ فَقَدْ
أَظَلَّکُمْ وَ کُونُوا قَوْماً صِیحَ بِهِمْ فَانْتَبَهُوا وَ عَلِمُوا
أَنَّ الدُّنْیَا لَیْسَتْ لَهُمْ بِدَارٍ فَاسْتَبْدَلُوا فَإِنَّ اللَّهَ
سُبْحَانَهُ لَمْ یَخْلُقْکُمْ عَبَثاً وَ لَمْ یَتْرُکْکُمْ سُدًى وَ مَا
بَیْنَ أَحَدِکُمْ وَ بَیْنَ الْجَنَّةِ أَوِ النَّارِ إِلَّا الْمَوْتُ
أَنْ یَنْزِلَ بِهِ وَ إِنَّ غَایَةً تَنْقُصُهَا اللَّحْظَةُ وَ
تَهْدِمُهَا السَّاعَةُ لَجَدِیرَةٌ بِقَصْرِ الْمُدَّةِ وَ إِنَّ غَائِباً
یَحْدُوهُ الْجَدِیدَانِ اللَّیْلُ وَ النَّهَارُ لَحَرِیٌّ بِسُرْعَةِ
الْأَوْبَةِ وَ إِنَّ قَادِماً یَقْدَمُ بِالْفَوْزِ أَوِ الشِّقْوَةِ
لَمُسْتَحِقٌّ لِأَفْضَلِ الْعُدَّةِ (فَتَزَوَّدُوا فِی الدُّنْیَا مَا
تَحْرُزُونَ بِهِ أَنْفُسَکُمْ غَداً) فَاتَّقَى عَبْدٌ رَبَّهُ نَصَحَ
نَفْسَهُ وَ قَدَّمَ تَوْبَتَهُ وَ غَلَبَ شَهْوَتَهُ فَإِنَّ أَجَلَهُ
مَسْتُورٌ عَنْهُ وَ أَمَلَهُ خَادِعٌ لَهُ وَ الشَّیْطَانَ مُوَکَّلٌ بِهِ
یُزَیِّنُ لَهُ الْمَعْصِیَةَ لِیَرْکَبَهَا وَ یُمَنِّیهِ التَّوْبَةَ
لِیُسَوِّفَهَا حَتَّى تَهْجُمَ مَنِیَّتُهُ عَلَیْهِ أَغْفَلَ مَا یَکُونُ
عَنْهَا فَیَا لَهَا حَسْرَةً عَلَى ذِی غَفْلَةٍ أَنْ یَکُونَ عُمُرُهُ
عَلَیْهِ حُجَّةً وَ أَنْ تُؤَدِّیَهُ أَیَّامُهُ إِلَى شِقْوَةٍ نَسْأَلُ
اللَّهَ سُبْحَانَهُ أَنْ یَجْعَلَنَا وَ إِیَّاکُمْ مِمَّنْ لَا
تُبْطِرُهُ نِعْمَةٌ وَ لَا تُقَصِّرُ بِهِ عَنْ طَاعَةِ رَبِّهِ غَایَةٌ
وَ لَا تَحِلُّ بِهِ بَعْدَ الْمَوْتِ نَدَامَةٌ وَ لَا کَآبَةٌ