و من خطبة له علیه السلام
أَرْسَلَهُ دَاعِیاً إِلَى الْحَقِّ وَ شَاهِداً عَلَى الْخَلْقِ فَبَلَّغَ
رِسَالَاتِ رَبِّهِ غَیْرَ وَانٍ وَ لَا مُقَصِّرٍ وَ جَاهَدَ فِی اللَّهِ
أَعْدَاءَهُ غَیْرَ وَاهِنٍ وَ لَا مُعَذِّرٍ إِمَامُ مَنِ اتَّقَى وَ
بَصِیرَةُ مَنِ اهْتَدَى
مِنْهَا وَ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ مِمَّا طُوِیَ عَنْکُمْ غَیْبُهُ
إِذاً لَخَرَجْتُمْ إِلَى الصُّعُدَاتِ تَبْکُونَ عَلَى أَعْمَالِکُمْ وَ
تَلْتَدِمُونَ عَلَى أَنْفُسِکُمْ وَ لَتَرَکْتُمْ أَمْوَالَکُمْ لَا
حَارِسَ لَهَا وَ لَا خَالِفَ عَلَیْهَا وَ لَهَمَّتْ کُلَّ امْرِئٍ
مِنْکُمْ نَفْسُهُ لَا یَلْتَفِتُ إِلَى غَیْرِهَا وَ لَکِنَّکُمْ
نَسِیتُمْ مَا ذُکِّرْتُمْ وَ أَمِنْتُمْ مَا حُذِّرْتُمْ فَتَاهَ عَنْکُمْ
رَأْیُکُمْ وَ تَشَتَّتَ عَلَیْکُمْ أَمْرُکُمْ وَ لَوَدِدْتُ أَنَّ
اللَّهَ فَرَّقَ بَیْنِی وَ بَیْنَکُمْ وَ أَلْحَقَنِی بِمَنْ هُوَ أَحَقُّ
بِی مِنْکُمْ قَوْمٌ وَ اللَّهِ مَیَامِینُ الرَّأْیِ مَرَاجِیحُ
الْحِلْمِ مَقَاوِیلُ بِالْحَقِّ مَتَارِیکُ لِلْبَغْیِ مَضَوْا قُدُماً
عَلَى الطَّرِیقَةِ وَ أَوْجَفُوا عَلَى الْمَحَجَّةِ فَظَفِرُوا
بِالْعُقْبَى الدَّائِمَةِ وَ الْکَرَامَةِ الْبَارِدَةِ أَمَا وَ اللَّهِ
لَیُسَلَّطَنَّ عَلَیْکُمْ غُلَامُ ثَقِیفٍ الذَّیَّالُ الْمَیَّالُ
یَأْکُلُ خَضِرَتَکُمْ وَ یُذِیبُ شَحْمَتَکُمْ إِیهٍ أَبَا وَذَحَةَ
أقول الوذحة الخنفساء و هذا القول یومئ به إلى الحجاج و له مع الوذحة حدیث لیس هذا موضع ذکره