و من کلام له علیه السلام
و قد جمع الناس و حضهم على الجهاد فسکتوا ملیا فَقَالَ علیه السلام مَا
بَالُکُمْ أَ مُخْرَسُونَ أَنْتُمْ فَقَالَ قَوْمٌ مِنْهُمْ یَا أَمِیرَ
الْمُؤْمِنِینَ إِنْ سِرْتَ سِرْنَا مَعَکَ فَقَالَ علیه السلام مَا
بَالُکُمْ لَا سُدِّدْتُمْ لِرُشْدٍ وَ لَا هُدِیتُمْ لِقَصْدٍ أَ فِی
مِثْلِ هَذَا یَنْبَغِی لِی أَنْ أَخْرُجَ إِنَّمَا یَخْرُجُ فِی مِثْلِ
هَذَا رَجُلٌ مِمَّنْ أَرْضَاهُ مِنْ شُجْعَانِکُمْ وَ ذَوِی بَأْسِکُمْ وَ
لَا یَنْبَغِی لِی أَنْ أَدَعَ الْجُنْدَ وَ الْمِصْرَ وَ بَیْتَ الْمَالِ
وَ جِبَایَةَ الْأَرْضِ وَ الْقَضَاءَ بَیْنَ الْمُسْلِمِینَ وَ النَّظَرَ
فِی حُقُوقِ الْمُطَالِبِینَ ثُمَّ أَخْرُجَ فِی کَتِیبَةٍ أَتْبَعُ
أُخْرَى أَتَقَلْقَلُ تَقَلْقُلَ الْقِدْحِ فِی الْجَفِیرِ الْفَارِغِ وَ
إِنَّمَا أَنَا قُطْبُ الرَّحَى تَدُورُ عَلَیَّ وَ أَنَا بِمَکَانِی
فَإِذَا فَارَقْتُهُ اسْتَحَارَ مَدَارُهَا وَ اضْطَرَبَ ثُفَالُهَا هَذَا-
لَعَمْرُ اللَّهِ- الرَّأْیُ السُّوءُ وَ اللَّهِ لَوْ لَا رَجَائِی
الشَّهَادَةَ عِنْدَ لِقَائِی الْعَدُوَّ لَوْ قَدْ حُمَّ لِی لِقَاؤُهُ
لَقَرَّبْتُ رِکَابِی ثُمَّ شَخَصْتُ عَنْکُمْ فَلَا أَطْلُبُکُمْ مَا
اخْتَلَفَ جَنُوبٌ وَ شَمَالٌ )طَعَّانِینَ عَیَّابِینَ حَیَّادِینَ
رَوَّاغِینَ إِنَّهُ لَا غَنَاءَ فِی کَثْرَةِ عَدَدِکُمْ مَعَ قِلَّةِ
اجْتِمَاعِ قُلُوبِکُمْ لَقَدْ حَمَلْتُکُمْ عَلَى الطَّرِیقِ الْوَاضِحِ
الَّتِی لَا یَهْلِکُ عَلَیْهَا إِلَّا هَالِکٌ مَنِ اسْتَقَامَ فَإِلَى
الْجَنَّةِ وَ مَنْ زَلَّ فَإِلَى النَّارِ