و من خطبة له علیه السلام فی الاستسقاء
أَلَا وَ إِنَّ الْأَرْضَ الَّتِی تَحْمِلُکُمْ وَ السَّمَاءَ الَّتِی
تُظِلُّکُمْ مُطِیعَتَانِ لِرَبِّکُمْ وَ مَا أَصْبَحَتَا تَجُودَانِ
لَکُمْ بِبَرَکَتِهِمَا تَوَجُّعاً لَکُمْ وَ لَا زُلْفَةً إِلَیْکُمْ وَ
لَا لِخَیْرٍ تَرْجُوَانِهِ مِنْکُمْ وَ لَکِنْ أُمِرَتَا بِمَنَافِعِکُمْ
فَأَطَاعَتَا وَ أُقِیمَتَا عَلَى حُدُودِ مَصَالِحِکُمْ فَأَقَامَتَا
إِنَّ اللَّهَ یَبْتَلِی عِبَادَهُ- عِنْدَ الْأَعْمَالِ السَّیِّئَةِ-
بِنَقْصِ الثَّمَرَاتِ وَ حَبْسِ الْبَرَکَاتِ وَ إِغْلَاقِ خَزَائِنِ
الْخَیْرَاتِ لِیَتُوبَ تَائِبٌ وَ یُقْلِعَ مُقْلِعٌ وَ یَتَذَکَّرَ
مُتَذَکِّرٌ وَ یَزْدَجِرَ مُزْدَجِرٌ وَ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ
الِاسْتِغْفَارَ سَبَباً لِدُرُورِ الرِّزْقِ وَ رَحْمَةً لِلْخَلْقِ
فَقَالَ اسْتَغْفِرُوا رَبَّکُمْ إِنَّهُ کانَ غَفَّاراً یُرْسِلِ
السَّماءَ عَلَیْکُمْ مِدْراراً وَ یُمْدِدْکُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِینَ وَ
یَجْعَلْ لَکُمْ جَنَّاتٍ وَ یَجْعَلْ لَکُمْ أَنْهاراً فَرَحِمَ اللَّهُ
امْرَأً اسْتَقْبَلَ تَوْبَتَهُ وَ اسْتَقَالَ خَطِیئَتَهُ وَ بَادَرَ
مَنِیَّتَهُ اللَّهُمَّ إِنَّا خَرَجْنَا إِلَیْکَ مِنْ تَحْتِ
الْأَسْتَارِ وَ الْأَکْنَانِ وَ بَعْدَ عَجِیجِ الْبَهَائِمِ وَ
الْوِلْدَانِ رَاغِبِینَ فِی رَحْمَتِکَ وَ رَاجِینَ فَضْلَ نِعْمَتِکَ وَ
خَائِفِینَ مِنْ عَذَابِکَ وَ نِقْمَتِکَ اللَّهُمَّ فَاسْقِنَا غَیْثَکَ
وَ لَا تَجْعَلْنَا مِنَ الْقَانِطِینَ وَ لَا تُهْلِکْنَا بِالسِّنِینَ وَ
لَا تُؤَاخِذْنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا یَا أَرْحَمَ
الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ إِنَّا خَرَجْنَا إِلَیْکَ نَشْکُو إِلَیْکَ مَا
لَا یَخْفَى عَلَیْکَ حِینَ أَلْجَأَتْنَا الْمَضَایِقُ الْوَعْرَةُ وَ
أَجَاءَتْنَا الْمَقَاحِطُ الْمُجْدِبَةُ وَ أَعْیَتْنَا الْمَطَالِبُ
الْمُتَعَسِّرَةُ وَ تَلَاحَمَتْ عَلَیْنَا الْفِتَنُ الْمُسْتَصْعَبَةُ
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُکَ أَلَّا تَرُدَّنَا خَائِبِینَ وَ لَا
تَقْلِبَنَا وَاجِمِینَ وَ لَا تُخَاطِبَنَا بِذُنُوبِنَا وَ لَا
تُقَایِسَنَا بِأَعْمَالِنَا اللَّهُمَّ انْشُرْ عَلَیْنَا غَیْثَکَ وَ
بَرَکَتَکَ وَ رِزْقَکَ وَ رَحْمَتَکَ وَ اسْقِنَا سُقْیَا نَافِعَةً
مُرْوِیَةً مُعْشِبَةً تُنْبِتُ بِهَا مَا قَدْ فَاتَ وَ تُحْیِی بِهَا مَا
قَدْ مَاتَ نَافِعَةَ الْحَیَا کَثِیرَةَ الْمُجْتَنَى تُرْوِی بِهَا
الْقِیعَانَ وَ تُسِیلُ الْبُطْنَانَ وَ تَسْتَوْرِقُ الْأَشْجَارَ وَ
تُرْخِصُ الْأَسْعَارَ إِنَّکَ عَلَى مَا تَشَاءُ قَدِیرٌ