و من خطبة له علیه السلام یومى فیها إلى الملاحم
وَ أَخَذُوا یَمِیناً وَ شِمَالًا ظَعْناً فِی مَسَالِکِ الْغَیِّ وَ
تَرْکاً لِمَذَاهِبِ الرُّشْدِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوا مَا هُوَ کَائِنٌ
مُرْصَدٌ وَ لَا تَسْتَبْطِئُوا مَا یَجِیءُ بِهِ الْغَدُ فَکَمْ مِنْ
مُسْتَعْجِلٍ بِمَا إِنْ أَدْرَکَهُ وَدَّ أَنَّهُ لَمْ یُدْرِکْهُ وَ مَا
أَقْرَبَ الْیَوْمَ مِنْ تَبَاشِیرِ غَدٍ یَا قَوْمِ هَذَا إِبَّانُ
وُرُودِ کُلِّ مَوْعُودٍ وَ دُنُوٍّ مِنْ طَلْعَةِ مَا لَا تَعْرِفُونَ
أَلَا وَ إِنَّ مَنْ أَدْرَکَهَا مِنَّا یَسْرِی فِیهَا بِسِرَاجٍ مُنِیرٍ
وَ یَحْذُو فِیهَا عَلَى مِثَالِ الصَّالِحِینَ لِیَحُلَّ فِیهَا رِبْقاً
وَ یُعْتِقَ رِقّاً وَ یَصْدَعَ شَعْباً وَ یَشْعَبَ صَدْعاً فِی سُتْرَةٍ
عَنِ النَّاسِ لَا یُبْصِرُ الْقَائِفُ أَثَرَهُ وَ لَوْ تَابَعَ نَظَرَهُ
ثُمَّ لَیُشْحَذَنَّ فِیهَا قَوْمٌ شَحْذَ الْقَیْنِ النَّصْلَ تُجْلَى
بِالتَّنْزِیلِ أَبْصَارُهُمْ )وَ یُرْمَى بِالتَّفْسِیرِ فِی
مَسَامِعِهِمْ وَ یُغْبَقُونَ کَأْسَ الْحِکْمَةِ بَعْدَ الصَّبُوحِ
منها وَ طَالَ الْأَمَدُ بِهِمْ لِیَسْتَکْمِلُوا الْخِزْیَ وَ
یَسْتَوْجِبُوا الْغِیَرَ حَتَّى إِذَا اخْلَوْلَقَ الْأَجَلُ وَ
اسْتَرَاحَ قَوْمٌ إِلَى الْفِتَنِ وَ اشْتَالُوا عَنْ لِقَاحِ حَرْبِهِمْ
لَمْ یَمُنُّوا عَلَى اللَّهِ بِالصَّبْرِ وَ لَمْ یَسْتَعْظِمُوا بَذْلَ
أَنْفُسِهِمْ فِی حَقٍّ حَتَّى إِذَا وَافَقَ وَارِدُ الْقَضَاءِ
انْقِطَاعَ مُدَّةِ الْبَلَاءِ حَمَلُوا بَصَائِرَهُمْ عَلَى أَسْیَافِهِمْ
وَ دَانُوا لِرَبِّهِمْ بِأَمْرِ وَاعِظِهِمْ حَتَّى إِذَا قَبَضَ اللَّهُ
رَسُولَهُ صلى الله علیه واله رَجَعَ قَوْمٌ عَلَى الْأَعْقَابِ وَ
غَالَتْهُمُ السُّبُلُ وَ اتَّکَلُوا عَلَى الْوَلَائِجِ وَ وَصَلُوا
غَیْرَ الرَّحِمِ وَ هَجَرُوا السَّبَبَ الَّذِی أُمِرُوا بِمَوَدَّتِهِ وَ
نَقَلُوا الْبِنَاءَ عَنْ رَصِّ أَسَاسِهِ فَبَنَوْهُ فِی غَیْرِ
مَوْضِعِهِ مَعَادِنُ کُلِّ خَطِیئَةٍ وَ أَبْوَابُ کُلِّ ضَارِبٍ فِی
غَمْرَةٍ قَدْ مَارُوا فِی الْحَیْرَةِ وَ ذَهَلُوا فِی السَّکْرَةِ عَلَى
سُنَّةٍ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ مِنْ مُنْقَطِعٍ إِلَى الدُّنْیَا رَاکِنٍ
أَوْ مُفَارِقٍ لِلدِّینِ مُبَایِنٍ