و من خطبة له علیه السلام
أَرْسَلَهُ عَلَى حِینِ فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ وَ طُولِ هَجْعَةٍ مِنَ
الْأُمَمِ وَ انْتِقَاضٍ مِنَ الْمُبْرَمِ فَجَاءَهُمْ بِتَصْدِیقِ الَّذِی
بَیْنَ یَدَیْهِ وَ النُّورِ الْمُقْتَدَى بِهِ ذَلِکَ الْقُرْآنُ
فَاسْتَنْطِقُوهُ وَ لَنْ یَنْطِقَ وَ لَکِنْ أُخْبِرُکُمْ عَنْهُ أَلَا
إِنَّ فِیهِ عِلْمَ مَا یَأْتِی وَ الْحَدِیثَ عَنِ الْمَاضِی وَ دَوَاءَ
دَائِکُمْ وَ نَظْمَ مَا بَیْنَکُمْ
منها فَعِنْدَ ذَلِکَ لَا یَبْقَى بَیْتُ مَدَرٍ وَ لَا وَبَرٍ إِلَّا وَ
أَدْخَلَهُ الظَّلَمَةُ تَرْحَةً وَ أَوْلَجُوا فِیهِ نَقِمَةً
فَیَوْمَئِذٍ لَا یَبْقَى لَهُمْ فِی السَّمَاءِ عَاذِرٌ وَ لَا فِی
الْأَرْضِ نَاصِرٌ أَصْفَیْتُمْ بِالْأَمْرِ غَیْرَ أَهْلِهِ وَ
أَوْرَدْتُمُوهُ غَیْرَ مَوْرِدِهِ وَ سَیَنْتَقِمُ اللَّهُ مِمَّنْ ظَلَمَ
مَأْکَلًا بِمَأْکَلٍ وَ مَشْرَباً بِمَشْرَبٍ مِنْ مَطَاعِمِ
الْعَلْقَمِ وَ مَشَارِبِ الصَّبِرِ وَ الْمَقِرِ وَ لِبَاسِ شِعَارِ
الْخَوْفِ وَ دِثَارِ السَّیْفِ وَ إِنَّمَا هُمْ مَطَایَا الْخَطِیئَاتِ
وَ زَوَامِلُ الْآثَامِ فَأُقْسِمُ ثُمَّ أُقْسِمُ لَتَنْخَمَنَّهَا
أُمَیَّةُ مِنْ بَعْدِی کَمَا تُلْفَظُ النُّخَامَةُ ثُمَّ لَا تَذُوقُهَا
وَ لَا تَطْعَمُ بِطَعْمِهَا أَبَداً مَا کَرَّ الْجَدِیدَانِ