و من خطبة له علیه السلام
لِیَتَأَسَّ صَغِیرُکُمْ بِکَبِیرِکُمْ وَ لْیَرْأَفْ کَبِیرُکُمْ
بِصَغِیرِکُمْ وَ لَا تَکُونُوا کَجُفَاةِ الْجَاهِلِیَّةِ لَا فِی
الدِّینِ یَتَفَقَّهُونَ وَ لَا عَنِ اللَّهِ یَعْقِلُونَ کَقَیْضِ بَیْضٍ
فِی أَدَاحٍ یَکُونُ کَسْرُهَا وِزْراً وَ یُخْرِجُ حِضَانُهَا شَرّاً
منها افْتَرَقُوا بَعْدَ أُلْفَتِهِمْ وَ تَشَتَّتُوا عَنْ أَصْلِهِمْ
فَمِنْهُمْ آخِذٌ بِغُصْنٍ أَیْنَمَا مَالَ مَالَ مَعَهُ عَلَى أَنَّ
اللَّهَ تَعَالَى سَیَجْمَعُهُمْ لِشَرِّ یَوْمٍ لِبَنِی أُمَیَّةَ کَمَا
تَجْتَمِعُ قَزَعُ الْخَرِیفِ یُؤَلِّفُ اللَّهُ بَیْنَهُمْ ثُمَّ
یَجْعَلُهُمْ رُکَاماً کَرُکَامِ السَّحَابِ ثُمَّ یَفْتَحُ لَهُمْ
أَبْوَاباً یَسِیلُونَ مِنْ مُسْتَثَارِهِمْ کَسَیْلِ الْجَنَّتَیْنِ
حَیْثُ لَمْ تَسْلَمْ عَلَیْهِ قَارَّةٌ وَ لَمْ تَثْبُتْ عَلَیْهِ
أَکَمَةٌ وَ لَمْ یَرُدَّ سَنَنَهُ رَصُّ طَوْدٍ وَ لَا حِدَابُ أَرْضٍ
یُذَعْذِعُهُمُ اللَّهُ فِی بُطُونِ أَوْدِیَتِهِ ثُمَّ یَسْلُکُهُمْ
یَنَابِیعَ فِی الْأَرْضِ یَأْخُذُ بِهِمْ مِنْ قَوْمٍ حُقُوقَ قَوْمٍ وَ
یُمَکِّنُ لِقَوْمٍ فِی دِیَارِ قَوْمٍ وَ ایْمُ اللَّهِ لَیَذُوبَنَّ مَا
فِی أَیْدِیهِمْ بَعْدَ الْعُلُوِّ وَ التَّمْکِینِ کَمَا تَذُوبُ
الْأَلْیَةُ عَلَى النَّارِ أَیُّهَا النَّاسُ لَوْ لَمْ تَتَخَاذَلُوا
عَنْ نَصْرِ الْحَقِّ وَ لَمْ تَهِنُوا عَنْ تَوْهِینِ الْبَاطِلِ لَمْ
یَطْمَعْ فِیکُمْ مَنْ لَیْسَ مِثْلَکُمْ وَ لَمْ یَقْوَ مَنْ قَوِیَ
عَلَیْکُمْ لَکِنَّکُمْ تِهْتُمْ مَتَاهَ بَنِی إِسْرَائِیلَ وَ لَعَمْرِی
لَیُضَعَّفَنَّ لَکُمُ التِّیهُ مِنْ بَعْدِی أَضْعَافاً بِمَا خَلَّفْتُمُ
الْحَقَّ وَرَاءَ ظُهُورِکُمْ وَ قَطَعْتُمُ الْأَدْنَى وَ وَصَلْتُمُ
الْأَبْعَدَ وَ اعْلَمُوا أَنَّکُمْ إِنِ اتَّبَعْتُمُ الدَّاعِیَ لَکُمْ
سَلَکَ بِکُمْ مِنْهَاجَ الرَّسُولِ وَ کُفِیتُمْ مَئُونَةَ الِاعْتِسَافِ
وَ نَبَذْتُمُ الثِّقْلَ الْفَادِحَ عَنِ الْأَعْنَاقِ