و من کلام له علیه السلام بعد ما بویع له بالخلافة
و قد قال له قوم من الصحابة لو عاقبت قوما ممن أجلب على عثمان فقال علیه
السلام یَا إِخْوَتَاهْ إِنِّی لَسْتُ أَجْهَلُ مَا تَعْلَمُونَ وَ لَکِنْ
کَیْفَ لِی بِقُوَّةٍ وَ الْقَوْمُ الْمُجْلِبُونَ عَلَى حَدِّ
شَوْکَتِهِمْ یَمْلِکُونَنَا وَ لَا نَمْلِکُهُمْ وَ هَا هُمْ هَؤُلَاءِ
قَدْ ثَارَتْ مَعَهُمْ عُبْدَانُکُمْ وَ الْتَفَّتْ إِلَیْهِمْ
أَعْرَابُکُمْ وَ هُمْ خِلَالَکُمْ یَسُومُونَکُمْ مَا شَاءُوا وَ هَلْ
تَرَوْنَ مَوْضِعاً لِقُدْرَةٍ عَلَى شَیْءٍ تُرِیدُونَهُ وَ إِنَّ هَذَا
الْأَمْرَ أَمْرُ جَاهِلِیَّةٍ وَ إِنَّ لِهَؤُلَاءِ الْقَوْمِ مَادَّةً
إِنَّ النَّاسَ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ- إِذَا حُرِّکَ- عَلَى أُمُورٍ
فِرْقَةٌ تَرَى مَا تَرَوْنَ وَ فِرْقَةٌ تَرَى مَا لَا تَرَوْنَ وَ
فِرْقَةٌ لَا تَرَى هَذَا وَ لَا هَذَا فَاصْبِرُوا حَتَّى یَهْدَأَ
النَّاسُ وَ تَقَعَ الْقُلُوبُ مَوَاقِعَهَا وَ تُؤْخَذَ الْحُقُوقُ
مُسْمَحَةً فَاهْدَءُوا عَنِّی وَ انْظُرُوا مَا ذَا یَأْتِیکُمْ بِهِ
أَمْرِی وَ لَا تَفْعَلُوا فَعْلَةً تُضَعْضِعُ قُوَّةً وَ تُسْقِطُ
مُنَّةً وَ تُورِثُ وَهْناً وَ ذِلَّةً وَ سَأُمْسِکُ الْأَمْرَ مَا
اسْتَمْسَکَ وَ إِذَا لَمْ أَجِدْ بُدّاً فَآخِرُ الدَّوَاءِ الْکَیُّ