و من خطبة له علیه السلام عند مسیر أصحاب الجمل إلى البصرة
إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى بَعَثَ رَسُولًا هَادِیاً بِکِتَابٍ نَاطِقٍ وَ
أَمْرٍ قَائِمٍ لَا یَهْلِکُ عَنْه إِلَّا هَالِکٌ وَ إِنَّ
الْمُبْتَدَعَاتِ الْمُشَبَّهَاتِ هُنَّ الْمُهْلِکَاتُ إِلَّا مَا حَفِظَ
اللَّهُ مِنْهَا وَ إِنَّ فِی سُلْطَانِ اللَّهِ عِصْمَةً لِأَمْرِکُمْ
فَاعْطوُهُ طَاعَتَکُمْ غَیْرَ مُلَوَّمَةٍ وَ لَا مُسْتَکْرَهٍ بِهَا وَ
اللَّهِ لَتَفْعَلُنَّ أَوْ لَیَنْقُلَنَّ اللَّهُ عَنْکُمْ سُلْطَانَ
الْإِسْلَامِ ثُمَّ لَا یَنْقُلُهُ إِلَیْکُمْ أَبَداً حَتَّى یَأْرِزَ
الْأَمْرُ إِلَى غَیْرِکُمْ إِنَّ هَؤُلَاءِ قَدْ تَمَالَئُوا عَلَى
سَخْطَةِ إِمَارَتِی وَ سَأَصْبِرُ مَا لَمْ أَخَفْ عَلَى جَمَاعَتِکُمْ
فَإِنَّهُمْ إِنْ تَمَّمُوا عَلَى فَیَالَةِ هَذَا الرَّأْیِ انْقَطَعَ
نِظَامُ الْمُسْلِمِینَ وَ إِنَّمَا طَلَبُوا هَذِهِ الدُّنْیَا حَسَداً
لِمَنْ أَفَاءَهَا اللَّهُ عَلَیْهِ فَأَرَادُوا رَدَّ الْأُمُورِ عَلَى
أَدْبَارِهَا وَ لَکُمْ عَلَیْنَا الْعَمَلُ بِکِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى وَ
سِیرَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله علیه واله وَ الْقِیَامُ بِحَقِّهِ وَ
النَّعْشُ لِسُنَّتِهِ