و من خطبة له علیه السلام
أَمِینُ وَحْیِهِ وَ خَاتَمُ رُسُلِهِ وَ بَشِیرُ رَحْمَتِهِ وَ نَذِیرُ
نِقْمَتِهِ أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ أَحَقَّ النَّاسِ بِهَذَا الْأَمْرِ
أَقْوَاهُمْ عَلَیْهِ وَ أَعْلَمُهُمْ بِأَمْرِ اللَّهِ فِیهِ فَإِنْ
شَغَبَ شَاغِبٌ اسْتُعْتِبَ فَإِنْ أَبَى قُوتِلَ وَ لَعَمْرِی لَئِنْ
کَانَتِ الْإِمَامَةُ لَا تَنْعَقِدُ حَتَّى تَحْضُرَهَا عَامَّةُ النَّاسِ
فَمَا إِلَى ذَلِکَ سَبِیلٌ وَ لَکِنْ أَهْلُهَا یَحْکُمُونَ عَلَى مَنْ
غَابَ عَنْهَا ثُمَّ لَیْسَ لِلشَّاهِدِ أَنْ یَرْجِعَ وَ لَا لِلْغَائِبِ
أَنْ یَخْتَارَ أَلَا وَ إِنِّی أُقَاتِلُ رَجُلَیْنِ رَجُلًا ادَّعَى مَا
لَیْسَ لَهُ وَ آخَرَ مَنَعَ الَّذِی عَلَیْهِ أُوصِیکُمْ عِبَادَ اللَّهِ
بِتَقْوَى اللَّهِ فَإِنَّهَا خَیْرُ مَا تَوَاصَى الْعِبَادُ بِهِ وَ
خَیْرُ عَوَاقِبِ الْأُمُورِ عِنْدَ اللَّهِ وَ قَدْ فُتِحَ بَابُ
الْحَرْبِ بَیْنَکُمْ وَ بَیْنَ أَهْلِ الْقِبْلَةِ وَ لَا یَحْمِلُ هَذَا
الْعَلَمَ إِلَّا أَهْلُ الْبَصَرِ وَ الصَّبْرِ وَ الْعِلْمِ بِمَوَاضِعِ
الْحَقِّ فَامْضُوا لِمَا تُؤْمَرُونَ بِهِ وَ قِفُوا عِنْدَ مَا
تُنْهَوْنَ عَنْهُ وَ لَا تَعْجَلُوا فِی أَمْرٍ حَتَّى تَتَبَیَّنُوا
فَإِنَّ لَنَا مَعَ کُلِّ أَمْرٍ تُنْکِرُونَهُ غِیَراً أَلَا وَ إِنَّ
هَذِهِ الدُّنْیَا الَّتِی أَصْبَحْتُمْ تَتَمَنَّوْنَهَا وَ تَرْغَبُونَ
فِیهَا وَ أَصْبَحَتْ تُغْضِبُکُمْ وَ تُرْضِیکُمْ لَیْسَتْ بِدَارِکُمْ وَ
لَا مَنْزِلِکُمُ الَّذِی خُلِقْتُمْ لَهُ وَ لَا الَّذِی دُعِیتُمْ
إِلَیْهِ أَلَا وَ إِنَّهَا لَیْسَتْ بِبَاقِیَةٍ لَکُمْ وَ لَا تَبْقَوْنَ
عَلَیْهَا وَ هِیَ وَ إِنْ غَرَّتْکُمْ مِنْهَا فَقَدْ حَذَّرَتْکُمْ
شَرَّهَا فَدَعَوْا غُرُورَهَا لِتَحْذِیرِهَا وَ أَطْمَاعَهَا
لِتَخْوِیفِهَا وَ سَابِقُوا فِیهَا إِلَى الدَّارِ الَّتِی دُعِیتُمْ
إِلَیْهَا وَ انْصَرِفُوا بِقُلُوبِکُمْ عَنْهَا وَ لَا یَخِنَّنَّ
أَحَدُکُمْ خَنِینَ الْأَمَةِ عَلَى مَا زُوِیَ عَنْهُ مِنْهَا وَ
اسْتَتِمُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَیْکُمْ بِالصَّبْرِ عَلَى طَاعَةِ
اللَّهِ وَ الْمُحَافَظَةِ عَلَى مَا اسْتَحْفَظَکُمْ مِنْ کِتَابِهِ أَلَا
وَ إِنَّهُ لَا یَضُرُّکُمْ تَضْیِیعُ شَیْءٍ مِنْ دُنْیَاکُمْ بَعْدَ
حِفْظِکُمْ قَائِمَةَ دِینِکُمْ أَلَا وَ إِنَّهُ لَا یَنْفَعُکُمْ بَعْدَ
تَضْیِیعِ دِینِکُمْ شَیْءٌ حَافَظْتُمْ عَلَیْهِ مِنْ أَمْرِ دُنْیَاکُمْ
أَخَذَ اللَّهُ بِقُلُوبِنَا وَ قُلُوبِکُمْ إِلَى الْحَقِّ وَ
أَلْهَمَنَا وَ إِیَّاکُمُ الصَّبْرَ