من خطبة له علیه السلام
أَیُّهَا الْغَافِلُون غَیْرُ الْمَغْفُولِ عَنْهُمْ وَ التَّارِکُونَ وَ
الْمَأْخُوذُ مِنْهُمْ مَا لِی أَرَاکُمْ عَنِ اللَّهِ ذَاهِبِینَ وَ
إِلَى غَیْرِهِ رَاغِبِینَ کَأَنَّکُمْ نَعَمٌ أَرَاحَ بِهَا سَائِمٌ إِلَى
مَرْعًى وَبِیٍّ وَ مَشْرَبٍ دَوِیٍّ إِنَّمَا هِیَ کَالْمَعْلُوفَةِ
لِلْمُدَى لَا تَعْرِفُ مَا ذَا یُرَادُ بِهَا إِذَا أُحْسِنَ إِلَیْهَا
تَحْسِبُ یَوْمَهَا دَهْرَهَا وَ شِبَعَهَا أَمْرَهَا وَ اللَّهِ لَوْ
شِئْتُ أَنْ أُخْبِرَ کُلَّ رَجُلٍ مِنْکُمْ بِمَخْرَجِهِ وَ مَوْلِجِهِ وَ
جَمِیعِ شَأْنِهِ لَفَعَلْتُ وَ لَکِنْ أَخَافُ أَنْ تَکْفُرُوا فِیَّ
بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله علیه واله أَلَا وَ إِنِّی مُفْضِیهِ إِلَى
الْخَاصَّةِ مِمَّنْ یُؤْمَنُ ذَلِکَ مِنْهُ وَ الَّذِی بَعَثَهُ
بِالْحَقِّ وَ اصْطَفَاهُ عَلَى الْخَلْقِ مَا أَنْطِقُ إِلَّا صَادِقاً وَ
لَقَدْ عَهِدَ إِلَیَّ بِذَلِکَ کُلِّهِ وَ بِمَهْلَکِ مَنْ یَهْلِکُ وَ
مَنْجَى مَنْ یَنْجُو وَ مَآلِ هَذَا الْأَمْرِ وَ مَا أَبْقَى شَیْئاً
یَمُرُّ عَلَى رَأْسِی إِلَّا أَفْرَغَهُ فِی أُذُنَیَّ وَ أَفْضَى بِهِ
إِلَیَّ أَیُّهَا النَّاسُ إِنِّی وَ اللَّهِ مَا أَحُثُّکُمْ عَلَى
طَاعَةٍ إِلَّا وَ أَسْبِقُکُمْ إِلَیْهَا وَ لَا أَنْهَاکُمْ عَنْ
مَعْصِیَةٍ إِلَّا وَ أَتَنَاهَى قَبْلَکُمْ عَنْهَا