و من خطبة له علیه السلام
بَعَثَهُ حِینَ لَا عَلَمٌ قَائِمٌ وَ لَا مَنَارٌ سَاطِعٌ وَ لَا مَنْهَجٌ
وَاضِحٌ أُوصِیکُمْ عِبَادَ اللَّهِ بِتَقْوَى اللَّهِ وَ أُحَذِّرُکُمُ
الدُّنْیَا فَإِنَّهَا دَارُ شُخُوصٍ وَ مَحَلَّةُ تَنْغِیصٍ سَاکِنُهَا
ظَاعِنٌ وَ قَاطِنُهَا بَائِنٌ تَمِیدُ بِأَهْلِهَا مَیَدَانَ السَّفِینَةِ
تَصْفِقُهَا الْعَوَاصِفُ فِی لُجَجِ الْبِحَارِ فَمِنْهُمُ الْغَرِقُ
الْوَبِقُ وَ مِنْهُمُ النَّاجِی عَلَى بُطُونِ الْأَمْوَاجِ تَحْفِزُهُ
الرِّیَاحُ بِأَذْیَالِهَا وَ تَحْمِلُهُ عَلَى أَهْوَالِهَا فَمَا غَرِقَ
مِنْهَا فَلَیْسَ بِمُسْتَدْرَکٍ وَ مَا نَجَا مِنْهَا فَإِلَى مَهْلَکٍ
عِبَادَ اللَّهِ الْآنَ فَاعْمَلُوا وَ الْأَلْسُنُ مُطْلَقَةٌ وَ
الْأَبْدَانُ صَحِیحَةٌ وَ الْأَعْضَاءُ لَدْنَةٌ وَ الْمُنْقَلَبُ فَسِیحٌ
وَ الْمَجَالُ عَرِیضٌ قَبْلَ إِرْهَاقِ الْفَوْتِ وَ حُلُولِ الْمَوْتِ
فَحَقِّقُوا عَلَیْکُمْ نُزُولَهُ وَ لَا تَنْتَظِرُوا قُدُومَهُ