و من خطبة له علیه السلام
وَ أَشْهَدُ أَنَّهُ عَدْلٌ عَدَلَ وَ حَکَمٌ فَصَلَ وَ أَشْهَدُ أَنَّ
مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ سَیِّدُ عِبَادِهِ کُلَّمَا نَسَخَ
اللَّهُ الْخَلْقَ فِرْقَتَیْنِ جَعَلَهُ فِی خَیْرِهِمَا لَمْ یُسْهِمْ
فِیهِ عَاهِرٌ وَ لَا ضَرَبَ فِیهِ فَاجِرٌ أَلَا وَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ
جَعَلَ لِلْخَیْرِ أَهْلًا وَ لِلْحَقِّ دَعَائِمَ وَ لِلطَّاعَةِ عِصَماً
وَ إِنَّ لَکُمْ عِنْدَ کُلِّ طَاعَةٍ عَوْناً مِنَ اللَّهِ یَقُولُ عَلَى
الْأَلْسِنَةِ وَ یُثَبِّتُ الْأَفْئِدَةَ فِیهِ کِفَاءٌ لِمُکْتَفٍ وَ
شِفَاءٌ لِمُشْتَفٍ وَ اعْلَمُوا أَنَّ عِبَادَ اللَّهِ الْمُسْتَحْفَظِینَ
عِلْمَهُ یَصُونُونَ مَصُونَهُ وَ یُفَجِّرُونَ عُیُونَهُ یَتَوَاصَلُونَ
بِالْوِلَایَةِ وَ یَتَلَاقَوْنَ بِالْمَحَبَّةِ وَ یَتَسَاقَوْنَ بِکَأْسٍ
رَوِیَّةٍ وَ یَصْدُرُونَ بِرِیَّةٍ لَا تَشُوبُهُمُ الرِّیبَةُ وَ لَا
تُسْرِعُ فِیهِمُ الْغِیبَةُ عَلَى ذَلِکَ عَقَدَ خَلْقَهُمْ وَ
أَخْلَاقَهُمْ فَعَلَیْهِ یَتَحَابُّونَ وَ بِهِ یَتَوَاصَلُونَ فَکَانُوا
کَتَفَاضُلِ الْبَذْرِ یُنْتَقَى فَیُؤْخَذُ مِنْهُ وَ یُلْقَى قَدْ
مَیَّزَهُ التَّخْلِیصُ وَ هَذَّبَهُ التَّمْحِیصُ فَلْیَقْبَلِ امْرُؤٌ
کَرَامَةً بِقَبُولِهَا وَ لْیَحْذَرْ قَارِعَةً قَبْلَ حُلُولِهَا وَ
لْیَنْظُرِ امْرُؤٌ فِی قَصِیرِ أَیَّامِهِ وَ قَلِیلِ مُقَامِهِ فِی
مَنْزِلٍ حَتَّى یَسْتَبْدِلَ بِهِ مَنْزِلًا فَلْیَصْنَعْ لِمُتَحَوَّلِهِ
وَ مَعَارِفِ مُنْتَقَلِهِ فَطُوبَى لِذِی قَلْبٍ سَلِیمٍ أَطَاعَ مَنْ
یَهْدِیهِ وَ تَجَنَّبَ مَنْ یُرْدِیهِ وَ أَصَابَ سَبِیلَ السَّلَامَةِ
بِبَصَرِ مَنْ بَصَّرَهُ وَ طَاعَةِ هَادٍ أَمَرَهُ وَ بَادَرَ الْهُدَى
قَبْلَ أَنْ تُغْلَقَ أَبْوَابُهُ وَ تُقْطَعَ أَسْبَابُهُ وَ اسْتَفْتَحَ
التَّوْبَةَ وَ أَمَاطَ الْحَوْبَةَ فَقَدْ أُقِیمَ عَلَى الطَّرِیقِ وَ
هُدِیَ نَهْجَ السَّبِیلِ