و من کلام له علیه السلام
وَ اللَّهِ لَأَنْ أَبِیتَ عَلَى حَسَکِ السَّعْدَانِ مُسَهَّداً وَ
أُجَرَّ فِی الْأَغْلَالِ مُصَفَّداً أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ أَنْ أَلْقَى
اللَّهَ وَ رَسُولَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ ظَالِماً لِبَعْضِ الْعِبَادِ وَ
غَاصِباً لِشَیْءٍ مِنَ الْحُطَامِ وَ کَیْفَ أَظْلِمُ أَحَداً لِنَفْسٍ
یُسْرِعُ إِلَى الْبِلَى قُفُولُهَا وَ یَطُولُ فِی الثَّرَى حُلُولُهَا وَ
اللَّهِ لَقَدْ رَأَیْتُ عَقِیلًا وَ قَدْ أَمْلَقَ حَتَّى اسْتَمَاحَنِی
مِنْ بُرِّکُمْ صَاعاً وَ رَأَیْتُ صِبْیَانَهُ شُعْثَ الْأَلْوَانِ مِنْ
فَقْرِهِمْ کَأَنَّمَا سُوِّدَتْ وُجُوهُهُمْ بِالْعِظْلِمِ وَ عَاوَدَنِی
مُؤَکِّداً وَ کَرَّرَ عَلَیَّ الْقَوْلَ مُرَدِّداً فَأَصْغَیْتُ إِلَیْهِ
سَمْعِی فَظَنَّ أَنِّی أَبِیعُهُ دِینِی وَ أَتَّبِعُ قِیَادَهُ
مُفَارِقاً طَرِیقِی فَأَحْمَیْتُ لَهُ حَدِیدَةً ثُمَّ أَدْنَیْتُهَا مِنْ
جِسْمِهِ لِیَعْتَبِرَ بِهَا فَضَجَّ ضَجِیجَ ذِی دَنَفٍ مِنْ أَلَمِهَا
وَ کَادَ أَنْ یَحْتَرِقَ مِنْ مِیْسَمِهَا فَقُلْتُ لَهُ ثَکِلَتْکَ
الثَّوَاکِلُ یَا عَقِیلُ أَ تَئِنُّ مِنْ حَدِیدَةٍ أَحْمَاهَا
إِنْسَانُهَا لِلَعِبِهِ وَ تَجُرُّنِی إِلَى نَارٍ سَجَرَهَا جَبَّارُهَا
لِغَضَبِهِ أَ تَئِنُّ مِنَ الْأَذَى وَ لَا أَئِنُّ مِنْ لَظَى وَ
أَعْجَبُ مِنْ ذَلِکَ طَارِقٌ طَرَقَنَا بِمَلْفُوفَةٍ فِی وِعَائِهَا وَ
مَعْجُونَةٍ شَنِئْتُهَا کَأَنَّمَا عُجِنَتْ بِرِیقِ حَیَّةٍ أَوْ
قَیْئِهَا فَقُلْتُ أَ صِلَةٌ أَمْ زَکَاةٌ أَمْ صَدَقَةٌ فَذَلِکَ
مُحَرَّمٌ عَلَیْنَا أَهْلَ الْبَیْتِ فَقَالَ لَا ذَا وَ لَا ذَاکَ وَ
لَکِنَّهَا هَدِیَّةٌ فَقُلْتُ هَبِلَتْکَ الْهَبُولُ أَ عَنْ دِینِ
اللَّهِ أَتَیْتَنِی لِتَخْدَعَنِی أَ مُخْتَبِطٌ أَمْ ذُو جِنَّةٍ أَمْ
تَهْجُرُ وَ اللَّهِ لَوْ أُعْطِیتُ الْأَقَالِیمَ السَّبْعَةَ بِمَا
تَحْتَ أَفْلَاکِهَا عَلَى أَنْ أَعْصِیَ اللَّهَ فِی نَمْلَةٍ أَسْلُبُهَا
جِلْبَ شَعِیرَةٍ مَا فَعَلْتُهُ وَ إِنَّ دُنْیَاکُمْ عِنْدِی لَأَهْوَنُ
مِنْ وَرَقَةٍ فِی فَمِ جَرَادَةٍ تَقْضَمُهَا مَا لِعَلِیٍّ وَ لَنَعِیمٍ
یَفْنَى وَ لَذَّةٍ لَا تَبْقَى نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ سُبَاتِ الْعَقْلِ
وَ قُبْحِ الزَّلَلِ وَ بِهِ نَسْتَعِینُ