و من کتاب له علیه السلام إلى أمرائه على الجیوش
مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَلِیِّ بْنِ أَبِیطَالِبٍ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ
إِلَى أَصْحَابِ الْمَسَالِحِ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ حَقّاً عَلَى
الْوَالِی أَلَّا یُغَیِّرَهُ عَلَى رَعِیَّتِهِ فَضْلٌ نَالَهُ وَ لَا
طَوْلٌ خُصَّ بِهِ وَ أَنْ یَزِیدَهُ مَا قَسَمَ اللَّهُ لَهُ مِنْ
نِعَمِهِ دُنُوّاً مِنْ عِبَادِهِ وَ عَطْفاً عَلَى إِخْوَانِهِ أَلَا وَ
إِنَّ لَکُمْ عِنْدِی أَلَّا أَحْتَجِزَ دُونَکُمْ سِرّاً إِلَّا فِی
حَرْبٍ وَ لَا أَطْوِیَ دُونَکُمْ أَمْراً إِلَّا فِی حُکْمٍ وَ لَا
أُؤَخِّرَ لَکُمْ حَقّاً عَنْ مَحَلِّهِ وَ لَا أَقِفَ بِهِ دُونَ
مَقْطَعِهِ وَ أَنْ تَکُونُوا عِنْدِی فِی الْحَقِّ سَوَاءً فَإِذَا
فَعَلْتُ ذَلِکَ وَجَبَتْ لِلَّهِ عَلَیْکُمُ النِّعْمَةُ وَ لِی
عَلَیْکُمُ الطَّاعَةُ وَ أَنْ لَا تَنْکُصُوا عَنْ دَعْوَةٍ وَ لَا
تُفَرِّطُوا فِی صَلَاحٍ وَ أَنْ تَخُوضُوا الْغَمَرَاتِ إِلَى الْحَقِّ
فَإِنْ أَنْتُمْ لَمْ تَسْتَقِیمُوا لِی عَلَى ذَلِکَ لَمْ یَکُنْ أَحَدٌ
أَهْوَنَ عَلَیَّ مِمَّنِ اعْوَجَّ مِنْکُمْ ثُمَّ أُعْظِمُ لَهُ
الْعُقُوبَةَ وَ لَا یَجِدُ عِنْدِی فِیهَا رُخْصَةً فَخُذُوا هَذَا مِنْ
أُمَرَائِکُمْ وَ أَعْطُوهُمْ مِنْ أَنْفُسِکُمْ مَا یُصْلِحُ اللَّهُ بِهِ
أَمْرَکُمْ وَ السَّلَامُ