و من کتاب له علیه السلام إلى عماله على الخراج
مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَلِیٍّ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ إِلَى أَصْحَابِ
الْخَرَاجِ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ مَنْ لَمْ یَحْذَرْ مَا هُوَ صَائِرٌ
إِلَیْهِ لَمْ یُقَدِّمْ لِنَفْسِهِ مَا یُحْرِزُهَا وَ اعْلَمُوا أَنَّ
مَا کُلِّفْتُمْ یَسِیرٌ وَ أَنَّ ثَوَابَهُ کَثِیرٌ وَ لَوْ لَمْ یَکُنْ
فِیمَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ مِنَ الْبَغْیِ وَ الْعُدْوَانِ عِقَابٌ
یُخَافُ لَکَانَ فِی ثَوَابِ اجْتِنَابِهِ مَا لَا عُذْرَ فِی تَرْکِ
طَلَبِهِ فَأَنْصِفُوا النَّاسَ مِنْ أَنْفُسِکُمْ وَ اصْبِرُوا
لِحَوَائِجِهِمْ فَإِنَّکُمْ خُزَّانُ الرَّعِیَّةِ وَ وُکَلَاءُ
الْأُمَّةِ وَ سُفَرَاءُ الْأَئِمَّةِ وَ لَا تَحْسِمُوا أَحَداً عَنْ
حَاجَتِهِ وَ لَا تَحْبِسُوهُ عَنْ طَلِبَتِهِ وَ لَا تَبِیعُنَّ لِلنَّاسِ
فِی الْخَرَاجِ کِسْوَةَ شِتَاءٍ وَ لَا صَیْفٍ وَ لَا دَابَّةً
یَعْتَمِلُونَ عَلَیْهَا وَ لَا عَبْداً وَ لَا تَضْرِبُنَّ أَحَداً
سَوْطاً لِمَکَانِ دِرْهَمٍ وَ لَا تَمَسُّنَّ مَالَ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ
مُصَلٍّ وَ لَا مُعَاهِدٍ إِلَّا أَنْ تَجِدُوا فَرَساً أَوْ سِلَاحاً
یُعْدَى بِهِ عَلَى أَهْلِ الْإِسْلَامِ فَإِنَّهُ لَا یَنْبَغِی
لِلْمُسْلِمِ أَنْ یَدَعَ ذَلِکَ فِی أَیْدِی أَعْدَاءِ الْإِسْلَامِ
فَیَکُونَ شَوْکَةً عَلَیْهِ وَ لَا تَدَّخِرُوا أَنْفُسَکُمْ نَصِیحَةً وَ
لَا الْجُنْدَ حُسْنَ سِیرَةٍ وَ لَا الرَّعِیَّةَ مَعُونَةً وَ لَا دِینَ
اللَّهِ قُوَّةً وَ أَبْلُوا فِی سَبِیلِهِ مَا اسْتَوْجَبَ عَلَیْکُمْ
فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ قَدِ اصْطَنَعَ عِنْدَنَا وَ عِنْدَکُمْ أَنْ
نَشْکُرَهُ بِجُهْدِنَا وَ أَنْ نَنْصُرَهُ بِمَا بَلَغَتْ قُوَّتُنَا وَ
لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ (الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ)