و من کتاب له علیه السلام إلى معاویة
أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ قَدْ جَعَلَ الدُّنْیَا لِمَا
بَعْدَهَا وَ ابْتَلَى فِیهَا أَهْلَهَا لِیَعْلَمَ أَیُّهُمْ أَحْسَنُ
عَمَلًا وَ لَسْنَا لِلدُّنْیَا خُلِقْنَا وَ لَا بِالسَّعْیِ فِیهَا
أُمِرْنَا وَ إِنَّمَا وُضِعْنَا فِیهَا لِنُبْتَلَی بِهَا وَ قَدِ
ابْتَلَانِی بِکَ وَ ابْتَلَاکَ بِی فَجَعَلَ أَحَدَنَا حُجَّةً عَلَى
الْآخَرِ فَعَدَوْتَ عَلَى طَلَبِ الدُّنْیَا بِتَأْوِیلِ الْقُرْآنِ وَ
طَلَبْتَنِی بِمَا لَمْ تَجْنِ یَدِی وَ لَا لِسَانِی وَ عَصَبْتَهُ أَنْتَ
وَ أَهْلُ الشَّامِ بِی وَ أَلَبَّ عَالِمُکُمْ جَاهِلَکُمْ وَ
قَائِمُکُمْ قَاعِدَکُمْ فَاتَّقِ اللَّهَ فِی نَفْسِکَ وَ نَازِعِ
الشَّیْطَانَ قِیَادَکَ وَ اصْرِفْ إِلَى الْآخِرَةِ وَجْهَکَ فَهِیَ
طَرِیقُنَا وَ طَرِیقُکَ وَ احْذَرْ أَنْ یُصِیبَکَ اللَّهُ مِنْهُ
بِعَاجِلِ قَارِعَةٍ تَمَسُّ الْأَصْلَ وَ تَقْطَعُ الدَّابِرَ فَإِنِّی
أُولِی لَکَ بِاللَّهِ أَلِیَّةً غَیْرَ فَاجِرَةٍ لَئِنْ جَمَعَتْنِی وَ
إِیَّاکَ جَوَامِعُ الْأَقْدَارِ لَا أَزَالُ بِبَاحَتِکَ حَتَّى یَحْکُمَ
اللَّهُ بَیْنَنا وَ هُوَ خَیْرُ الْحاکِمِینَ