و من کتاب له علیه السلام إلى الأسود بن قطبة صاحب جند حلوان
أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ الْوَالِیَ إِذَا اخْتَلَفَ هَوَاهُ مَنَعَهُ ذَلِکَ
کَثِیراً مِنَ الْعَدْلِ فَلْیَکُنْ أَمْرُ النَّاسِ عِنْدَکَ فِی
الْحَقِّ سَوَاءً فَإِنَّهُ لَیْسَ فِی الْجَوْرِ عِوَضٌ مِنَ الْعَدْلِ
فَاجْتَنِبْ مَا تُنْکِرُ أَمْثَالَهُ وَ ابْتَذِلْ نَفْسَکَ فِیمَا
افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَیْکَ رَاجِیاً ثَوَابَهُ وَ مُتَخَوِّفاً عِقَابَهُ
وَ اعْلَمْ أَنَّ الدُّنْیَا دَارُ بَلِیَّةٍ لَمْ یَفْرُغْ صَاحِبُهَا
فِیهَا قَطُّ سَاعَةً إِلَّا کَانَتْ فَرْغَتُهُ عَلَیْهِ حَسْرَةً یَوْمَ
الْقِیَامَةِ وَ أَنَّهُ لَنْ یُغْنِیَکَ عَنِ الْحَقِّ شَیْءٌ أَبَداً وَ
مِنَ الْحَقِّ عَلَیْکَ حِفْظُ نَفْسِکَ وَ الِاحْتِسَابُ عَلَى
الرَّعِیَّةِ بِجُهْدِکَ فَإِنَّ الَّذِی یَصِلُ إِلَیْکَ مِنْ ذَلِکَ
أَفْضَلُ مِنَ الَّذِی یَصِلُ بِکَ وَ السَّلَامُ