و من کتاب له علیه السلام إلیه أیضا
أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ آنَ لَکَ أَنْ تَنْتَفِعَ بِاللَّمْحِ الْبَاصِرِ
مِنْ عِیَانِ الْأُمُورِ فَلقَدْ سَلَکْتَ مَدَارِجَ أَسْلَافِکَ
بِادِّعَائِکَ الْأَبَاطِیلَ وَ اقْتِحَامِکَ غُرُورَ الْمَیْنِ وَ
الْأَکَاذِیبِ وَ بِانْتِحَالِکَ مَا قَدْ عَلَا عَنْکَ وَ ابْتِزَازِکَ
لِمَا اخْتُزِنَ دُونَکَ فِرَاراً مِنَ الْحَقِّ وَ جُحُوداً لِمَا هُوَ
أَلْزَمُ لَکَ مِنْ لَحْمِکَ وَ دَمِکَ مِمَّا قَدْ وَعَاهُ سَمْعُکَ وَ
مُلِئَ بِهِ صَدْرُکَ فَمَا ذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ وَ
بَعْدَ الْبَیَانِ إِلَّا اللَّبْسُ فَاحْذَرِ الشُّبْهَةَ وَ
اشْتِمَالَهَا عَلَى لُبْسَتِهَا فَإِنَّ الْفِتْنَةَ طَالَمَا أَغْدَفَتْ
جَلَابِیبَهَا وَ أَغْشَتِ الْأَبْصَارَ ظُلْمَتُهَا وَ قَدْ أَتَانِی
کِتَابٌ مِنْکَ ذُو أَفَانِینَ مِنَ الْقَوْلِ ضَعُفَتْ قُوَاهَا عَنِ
السِّلْمِ وَ أَسَاطِیرَ لَمْ یَحُکْهَا مِنْکَ عِلْمٌ وَ لَا حِلْمٌ
أَصْبَحْتَ مِنْهَا کَالْخَائِضِ فِی الدَّهَاسِ وَ الْخَابِطِ فِی
الدَّیْمَاسِ وَ تَرَقَّیْتَ إِلَى مَرْقَبَةٍ بَعِیدَةِ الْمَرَامِ
نَازِحَةِ الْأَعْلَامِ تَقْصُرُ دُونَهَا الْأَنُوقُ وَ یُحَاذَى بِهَا
الْعَیُّوقُ وَ حَاشَ لِلَّهِ أَنْ تَلِیَ لِلْمُسْلِمِینَ بَعْدِی صَدَرًا
أَوْ وِرْداً أَوْ أُجْرِیَ لَکَ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ عَقْداً أَوْ
عَهْداً فَمِنَ الْآنَ فَتَدَارَکْ نَفْسَکَ وَ انْظُرْ لَهَا فَإِنَّکَ
إِنْ فَرَّطْتَ حَتَّى یَنْهَدَ إِلَیْکَ عِبَادُ اللَّهِ أُرْتِجَتْ
عَلَیْکَ الْأُمُورُ وَ مُنِعْتَ أَمْراً هُوَ مِنْکَ الْیَوْمَ مَقْبُولٌ
وَ السَّلَامُ