و من کتاب له علیه السلام إلى قثم بن العباس و هو عامله على مکة
أَمَّا بَعْدُ فَأَقِمْ لِلنَّاسِ الْحَجَّ وَ ذَکِّرْهُمْ بِأَیَّامِ
اللَّهِ وَ اجْلِسْ لَهُمُ الْعَصْرَیْنِ فَأَفْتِ الْمُسْتَفْتِیَ وَ
عَلِّمِ الْجَاهِلَ وَ ذَاکِرِ الْعَالِمَ وَ لَا یَکُنْ لَکَ إِلَى
النَّاسِ سَفِیرٌ إِلَّا لِسَانُکَ وَ لَا حَاجِبٌ إِلَّا وَجْهُکَ وَ لَا
تَحْجُبَنَّ ذَا حَاجَةٍ عَنْ لِقَائِکَ بِهَا فَإِنَّهَا إِنْ ذِیدَتْ
عَنْ أَبْوَابِکَ فِی أَوَّلِ وِرْدِهَا لَمْ تُحْمَدْ فِیمَا بَعْدُ عَلَى
قَضَائِهَا وَ انْظُرْ إِلَى مَا اجْتَمَعَ عِنْدَکَ مِنْ مَالِ اللَّهِ
فَاصْرِفْهُ إِلَى مَنْ قِبَلَکَ مِنْ ذَوِی الْعِیَالِ وَ الْمَجَاعَةِ
مُصِیباً بِهِ مَوَاضِعَ الْمَفَاقِرِ وَ الْخَلَّاتِ وَ مَا فَضَلَ عَنْ
ذَلِکَ فَاحْمِلْهُ إِلَیْنَا لِنَقْسِمَهُ فِیمَنْ قِبَلَنَا وَ مُرْ
أَهْلَ مَکَّةَ أَنْ لَا یَأْخُذُوا مِنْ سَاکِنٍ أَجْراً فَإِنَّ اللَّهَ
سُبْحَانَهُ یَقُولُ سَواءً الْعاکِفُ فِیهِ وَ الْبادِ فَالْعَاکِفُ
الْمُقِیمُ بِهِ وَ الْبَادِی الَّذِی یَحُجُّ إِلَیْهِ مِنْ غَیْرِ
أَهْلِهِ وَفَّقَنَا اللَّهُ وَ إِیَّاکُمْ لِمَحَابِّهِ وَ السَّلَامُ