و من خطبة له علیه السلام
فَتَبَارَکَ اللَّهُ الَّذِی لَا یَبْلُغُهُ بُعْدُ الْهِمَمِ وَ لَا
یَنَالُهُ حَدْسُ الْفِطَنِ الْأَوَّلُ الَّذِی لَا غَایَةَ لَهُ
فَیَنْتَهِیَ وَ لَا آخِرَ لَهُ فَیَنْقَضِیَ
منها فی وصف الأنبیاء فَاسْتَوْدَعَهُمْ فِی أَفْضَلِ مُسْتَوْدَعٍ وَ
أَقَرَّهُمْ فِی خَیْرِ مُسْتَقَرٍّ تَنَاسَخَتْهُمْ کَرَائِمُ
الْأَصْلَابِ إِلَى مُطَهَّرَاتِ الْأَرْحَامِ کُلَّمَا مَضَى مِنْهُمْ
سَلَفٌ قَامَ مِنْهُمْ بِدِینِ اللَّهِ خَلَفٌ حَتَّى أَفْضَتْ کَرَامَةُ
اللَّهِ سُبْحَانَهُ إِلَى مُحَمَّدٍ صلى الله علیه واله فَأَخْرَجَهُ مِنْ
أَفْضَلِ الْمَعَادِنِ مَنْبِتاً وَ أَعَزِّ الْأُروُمَاتِ مَغْرِساً مِنَ
الشَّجَرَةِ الَّتِی صَدَعَ مِنْهَا أَنْبِیَاءَهُ وَ انْتَجَبَ مِنْهَا
أُمَنَاءَهُ عِتْرَتُهُ خَیْرُ الْعِتَرِ وَ أُسْرَتُهُ خَیْرُ الْأُسَرِ
وَ شَجَرَتُهُ خَیْرُ الشَّجَرِ نَبَتَتْ فِی حَرَمٍ وَ بَسَقَتْ فِی
کَرَمٍ لَهَا فُرُوعٌ طِوَالٌ وَ ثَمَرَةٌ لَا تُنَالُ فَهُوَ إِمَامُ مَنِ
اتَّقَى وَ بَصِیرَةُ مَنِ اهْتَدَى سِرَاجٌ لَمَعَ ضَوْؤُهُ وَ شِهَابٌ
سَطَعَ نُورُهُ وَ زَنْدٌ بَرَقَ لَمْعُهُ سِیرَتُهُ الْقَصْدُ وَ
سُنَّتُهُ الرُّشْدُ وَ کَلَامُهُ الْفَصْلُ وَ حُکْمُهُ الْعَدْلُ
(أَرْسَلَهُ) عَلَى حِینِ فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ وَ هَفْوَةٍ عَنِ
الْعَمَلِ وَ غَبَاوَةٍ مِنَ الْأُمَمِ اعْمَلُوا رَحِمَکُمُ اللَّهُ عَلَى
أَعْلَامٍ بَیِّنَةٍ فَالطَّرِیقُ نَهْجٌ یَدْعُوا إِلى دارِ السَّلامِ وَ
أَنْتُمْ فِی دَارِ مُسْتَعْتَبٍ عَلَى مَهَلٍ وَ فَرَاغٍ وَ الصُّحُفُ
مَنْشُورَةٌ وَ الْأَقْلَامُ جَارِیَةٌ وَ الْأَبْدَانُ صَحِیحَةٌ وَ
الْأَلْسُنُ مُطْلَقَةٌ وَ التَّوْبَةُ مَسْمُوعَةٌ وَ الْأَعْمَالُ
مَقْبُولَةٌ