و من خطبة له علیه السلام
وَ نَاظِرُ قَلْبِ اللَّبِیبِ بِهِ یُبْصِرُ أَمَدَهُ وَ یَعْرِفُ غَوْرَهُ
وَ نَجْدَهُ دَاعٍ دَعَا وَ رَاعٍ رَعَى فَاسْتَجِیبُوا لِلدَّاعِی وَ
اتَّبِعُوا الرَّاعِی قَدْ خَاضُوا بِحَارَ الْفِتَنِ وَ أَخَذُوا
بِالْبِدَعِ دُونَ السُّنَنِ وَ أَرَزَ الْمُؤْمِنُونَ وَ نَطَقَ
الضَّالُّونَ الْمُکَذِّبُونَ نَحْنُ الشِّعَارُ وَ الْأَصْحَابُ وَ
الْخَزَنَةُ وَ الْأَبْوَابُ وَ لَا تُؤْتَى الْبُیُوتُ إِلَّا مِنْ
أَبْوَابِهَا فَمَنْ أَتَاهَا مِنْ غَیْرِ أَبْوَابِهَا سُمِّیَ سَارِقاً
منها فِیهِمْ کَرَائِمُ الْإِیمَانِ وَ هُمْ کُنُوزُ الرَّحْمَنِ إِنْ
نَطَقُوا صَدَقُوا وَ إِنْ صَمَتُوا لَمْ یُسْبَقُوا فَلْیَصْدُقْ رَائِدٌ
أَهْلَهُ وَ لْیُحْضِرْ عَقْلَهُ وَ لْیَکُنْ مِنْ أَبْنَاءِ الْآخِرَةِ
فَإِنَّهُ مِنْهَا قَدِمَ وَ إِلَیْهَا یَنْقَلِبُ فَالنَّاظِرُ
بِالْقَلْبِ الْعَامِلُ بِالْبَصَرِ یَکُونُ مُبْتَدَأُ عَمَلِهِ أَنْ
یَعْلَمَ أَ عَمَلُهُ عَلَیْهِ أَمْ لَهُ فَإِنْ کَانَ لَهُ مَضَى فِیهِ وَ
إِنْ کَانَ عَلَیْهِ وَقَفَ عَنْهُ فَإِنَّ الْعَامِلَ بِغَیْرِ عِلْمٍ
کَالسَّائِرِ عَلَى غَیْرِ طَرِیقٍ فَلَا یَزِیدُهُ بُعْدُهُ عَنِ
الطَّرِیقِ إِلَّا بُعْداً مِنْ حَاجَتِهِ وَ الْعَامِلُ بِالْعِلْمِ
کَالسَّائِرِ عَلَى الطَّرِیقِ الْوَاضِحِ فَلْیَنْظُرْ نَاظِرٌ أَ سَائِرٌ
هُوَ أَمْ رَاجِعٌ وَ اعْلَمْ أَنَّ لِکُلِّ ظَاهِرٍ بَاطِناً عَلَى
مِثَالِهِ فَمَا طَابَ ظَاهِرُهُ طَابَ بَاطِنُهُ وَ مَا خَبُثَ ظَاهِرُهُ
خَبُثَ بَاطِنُهُ وَ قَدْ قَالَ الرَّسُولُ الصَّادِقُ صلى الله علیه واله
إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ الْعَبْدَ وَ یُبْغِضُ عَمَلَهُ وَ یُحِبُّ
الْعَمَلَ وَ یُبْغِضُ بَدَنَهُ وَ اعْلَمْ أَنَّ لِکُلِّ عَمَلٍ نَبَاتاً
وَ کُلُّ نَبَاتٍ لَا غِنَى بِهِ عَنِ الْمَاءِ وَ الْمِیَاهُ مُخْتَلِفَةٌ
فَمَا طَابَ سَقْیُهُ طَابَ غَرْسُهُ وَ حَلَتْ ثَمَرَتُهُ وَ مَا خَبُثَ
سَقْیُهُ خَبُثَ غَرْسُهُ وَ أَمَرَّتْ ثَمَرَتُهُ