حکمت 361
وَ قَالَ علیه السلام یَأْتِی عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَا یَبْقَى فِیهِمْ
مِنَ الْقُرْآنِ إِلَّا رَسْمُهُ وَ مِنَ الْإِسْلَامِ إِلَّا اسْمُهُ وَ
مَسَاجِدُهُمْ یَوْمَئِذٍ عَامِرَةٌ مِنَ الْبِنَاءِ خَرَابٌ مِنَ الْهُدَى
سُکَّانُهَا وَ عُمَّارُهَا شَرُّ أَهْلِ الْأَرْضِ مِنْهُمْ تَخْرُجُ
الْفِتْنَةُ وَ إِلَیْهِمْ تَأْوِی الْخَطِیئَةُ یَرُدُّونَ مَنْ شَذَّ
عَنْهَا فِیهَا وَ یَسُوقُونَ مَنْ تَأَخَّرَ عَنْهَا إِلَیْهَا یَقُولُ
اللَّهُ سُبْحَانَهُ فَبِی حَلَفْتُ لَأَبْعَثَنَّ عَلَى أُولَئِکَ
فِتْنَةً أَتْرُکُ الْحَلِیمَ فِیهَا حَیْرَانَ وَ قَدْ فَعَلَ وَ نَحْنُ
نَسْتَقِیلُ اللَّهَ عَثْرَةَ الْغَفْلَةِ
حکمت 362
وَ رُوِیَ أَنَّهُ علیه السلام قَلَّمَا اعْتَدَلَ بِهِ الْمِنْبَرُ إِلَّا
قَالَ أَمَامَ الْخُطْبَةِ أَیُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا اللَّهَ فَمَا
خُلِقَ امْرُؤٌ عَبَثاً فَیَلْهُوَ وَ لَا تُرِکَ سُدًى فَیَلْغُوَ وَ مَا
دُنْیَاهُ الَّتِی تَحَسَّنَتْ لَهُ بِخَلَفٍ مِنَ الْآخِرَةِ الَّتِی
قَبَّحَهَا سُوءُ النَّظَرِ عِنْدَهُ وَ مَا الْمَغْرُورُ الَّذِی ظَفِرَ
مِنَ الدُّنْیَا بِأَعْلَى هِمَّتِهِ کَالْآخَرِ الَّذِی ظَفِرَ مِنَ
الْآخِرَةِ بِأَدْنَى سُهْمَتِهِ
حکمت 363
وَ قَالَ علیه السلام لَا شَرَفَ أَعْلَى مِنَ الْإِسْلَامِ وَ لَا عِزَّ
أَعَزُّ مِنَ التَّقْوَى وَ لَا مَعْقِلَ أَحْسَنُ مِنَ الْوَرَعِ وَ لَا
شَفِیعَ أَنْجَحُ مِنَ التَّوْبَةِ وَ لَا کَنْزَ أَغْنَى مِنَ
الْقَنَاعَةِ وَ لَا مَالَ أَذْهَبُ لِلْفَاقَةِ مِنَ الرِّضَى بِالْقُوتِ
وَ مَنِ اقْتَصَرَ عَلَى بُلْغَةِ الْکَفَافِ فَقَدِ انْتَظَمَ الرَّاحَةَ
وَ تَبَوَّأَ خَفْضَ الدَّعَةِ وَ الرَّغْبَةُ مِفْتَاحُ النَّصَبِ وَ
مَطِیَّةُ التَّعَبِ وَ الْحِرْصُ وَ الْکِبْرُ وَ الْحَسَدُ دَوَاعٍ إِلَى
التَّقَحُّمِ فِی الذُّنُوبِ وَ الشَّرُّ جَامِعٌ لمَسَاوِى الْعُیُوبِ
حکمت 364
وَ قَالَ علیه السلام لِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیِّ (یَا
جَابِرُ) قِوَامُ الدِّینِ وَ الدُّنْیَا بِأَرْبَعَةٍ عَالِمٍ
مُسْتَعْمِلٍ عِلْمَهُ وَ جَاهِلٍ لَا یَسْتَنْکِفُ أَنْ یَتَعَلَّمَ وَ
جَوَادٍ لَا یَبْخَلُ بِمَعْرُوفِهِ وَ فَقِیرٍ لَا یَبِیعُ آخِرَتَهُ
بِدُنْیَاهُ فَإِذَا ضَیَّعَ الْعَالِمُ عِلْمَهُ اسْتَنْکَفَ الْجَاهِلُ
أَنْ یَتَعَلَّمَ وَ إِذَا بَخِلَ الْغَنِیُّ بِمَعْرُوفِهِ بَاعَ
الْفَقِیرُ آخِرَتَهُ بِدُنْیَاهُ (یَا جَابِرُ) مَنْ کَثُرَتْ نِعَمُ
اللَّهِ عَلَیْهِ کَثُرَتْ حَوَائِجُ النَّاسِ إِلَیْهِ فَمَنْ قَامَ
لِلَّهِ فِیهَا بِمَا یَجِبُ عَرَّضَهَا لِلدَّوَامِ وَ الْبَقَاءِ وَ مَنْ
لَمْ یَقُمْ فِیهَا بِمَا یَجِبُ عَرَّضَهَا لِلزَّوَالِ وَ الْفَنَاءِ
حکمت 365
(وَ رَوَى ابْنُ جَرِیرٍ الطَّبَرِیُّ فِی تَارِیخِهِ عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی لَیْلَى الْفَقِیهِ- وَ کَانَ مِمَّنْ خَرَجَ
لِقِتَالِ الْحَجَّاجِ مَعَ ابْنِ الْأَشْعَثِ أَنَّهُ قَالَ فِیمَا کَانَ
یَحُضُّ بِهِ النَّاسَ عَلَى الْجِهَادِ إِنِّی سَمِعْتُ عَلِیّاً-
رَفَعَ اللَّهُ دَرَجَتَهُ فِی الصَّالِحِینَ وَ أَثَابَهُ ثَوَابَ
الشُّهَدَاءِ وَ الصِّدِّیقِینَ یَقُولُ یَوْمَ لَقِینَا أَهْلَ الشَّامِ)
أَیُّهَا الْمُؤْمِنُونَ إِنَّهُ مَنْ رَأَى عُدْوَاناً یُعْمَلُ بِهِ وَ
مُنْکَراً یُدْعَى إِلَیْهِ فَأَنْکَرَهُ بِقَلْبِهِ فَقَدْ سَلِمَ وَ
بَرِئَ وَ مَنْ أَنْکَرَهُ بِلِسَانِهِ فَقَدْ أُجِرَ وَ هُوَ أَفْضَلُ
مِنْ صَاحِبِهِ وَ مَنْ أَنْکَرَهُ بِالسَّیْفِ لِتَکُونَ کَلِمَةُ اللَّهِ
هِیَ الْعُلْیَا وَ کَلِمَةُ الظَّالِمِینَ السُّفْلَى فَذَلِکَ الَّذِی
أَصَابَ سَبِیلَ الْهُدَى وَ قَامَ عَلَى الطَّرِیقِ وَ نَوَّرَ فِی
قَلْبِهِ الْیَقِینَ
حکمت 366
وَ قَالَ عَلَیْهِ السَّلَامُ فِی کَلَامٍ آخَرَ لَهُ یَجْرِی هَذَا
الْمَجْرَى فَمِنْهُمُ الْمُنْکِرُ لِلْمُنْکَرِ بِیَدِهِ وَ لِسَانِهِ وَ
قَلْبِهِ فَذَلِکَ الْمُسْتَکْمِلُ لِخِصَالِ الْخَیْرِ وَ مِنْهُمُ
الْمُنْکِرُ بِلِسَانِهِ وَ قَلْبِهِ وَ التَّارِکُ بِیَدِهِ فَذَلِکَ
مُتَمَسِّکٌ بِخَصْلَتَیْنِ مِنْ خِصَالِ الْخَیْرِ وَ مُضَیِّعٌ خَصْلَةً
وَ مِنْهُمُ الْمُنْکِرُ بِقَلْبِهِ وَ التَّارِکُ بِیَدِهِ وَ لِسَانِهِ
فَذَلِکَ الَّذِی ضَیَّعَ أَشْرَفَ الْخَصْلَتَیْنِ مِنَ الثَّلَاثِ وَ
تَمَسَّکَ بِوَاحِدَةٍ وَ مِنْهُمْ تَارِکٌ لِإِنْکَارِ الْمُنْکَرِ
بِلِسَانِهِ وَ قَلْبِهِ وَ یَدِهِ فَذَلِکَ مَیِّتُ الْأَحْیَاءِ وَ مَا
أَعْمَالُ الْبِرِّ کُلُّهَا وَ الْجِهَادُ فِی سَبِیلِ اللَّهِ عِنْدَ
الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْیِ عَنْ الْمُنْکَرِ إِلَّا کَنَفْثَةٍ
فِی بَحْرٍ لُجِّیٍّ وَ إِنَّ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْیَ عَنِ
الْمُنْکَرِ لَا یُقَرِّبَانِ مِنْ أَجَلٍ وَ لَا یَنْقُصَانِ مِنْ رِزْقٍ
وَ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِکَ کُلِّهِ کَلِمَةُ عَدْلٍ عِنْدَ إِمَامٍ جَائِرٍ
حکمت 367
وَ عَنْ أَبِی جُحَیْفَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه
السلام یَقُولُ إِنَّ أَوَّل مَا تُغْلَبُونَ عَلَیْهِ مِنَ الْجِهَادِ
الْجِهَادُ بِأَیْدِیکُمْ ثُمَّ بِأَلْسِنَتِکُمْ ثُمَّ بِقُلُوبِکُمْ
فَمَنْ لَمْ یَعْرِفْ بِقَلْبِهِ مَعْرُوفاً وَ لَمْ یُنْکِرْ مُنْکَراً
قُلِبَ فَجُعِلَ أَعْلَاهُ أَسْفَلَهُ وَ أَسْفَلُهُ أَعْلَاهُ
حکمت 368
وَ قَالَ علیه السلام إِنَّ الْحَقَّ ثَقِیلٌ مَرِیءٌ وَ إِنَّ الْبَاطِلَ خَفِیفٌ وَبِیءٌ
حکمت 369
وَ قَالَ علیه السلام لَا تَأْمَنَنَّ عَلَى خَیْرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ
عَذَابَ اللَّهِ لِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ فَلا یَأْمَنُ مَکْرَ اللَّهِ
إِلَّا الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ وَ لَا تَیْأَسَنَّ لِشَرِّ هَذِهِ
الْأُمَّةِ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ لِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ إِنَّهُ لا
یَیْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْکافِرُونَ
حکمت 370
وَ قَالَ علیه السلام الْبُخْلُ جَامِعٌ لِمَسَاوِی الْعُیُوبِ وَ هُوَ زِمَامٌ یُقَادُ بِهِ إِلَى کُلِّ سُوءٍ
حکمت 371
وَ قَالَ علیه السلام الرِّزْقُ رِزْقَانِ رِزْقٌ تَطْلُبُهُ وَ رِزْقٌ
یَطْلُبُکَ فَإِنْ لَمْ تَأْتِهِ أَتَاکَ فَلَا تَحْمِلْ هَمَّ سَنَتِکَ
عَلَى هَمِّ یَوْمِکَ کَفَاکَ کُلُّ یَوْمٍ مَا فِیهِ فَإِنْ تَکُنِ
السَّنَةُ مِنْ عُمُرِکَ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى سَیُؤْتِیکَ فِی کُلِّ
غَدٍ جَدِیدٍ مَا قَسَمَ لَک وَ إِنْ لَمْ تَکُنِ السَّنَةُ مِنْ عُمُرِکَ
فَمَا تَصْنَعُ بِالْهَمِّ لمَا لَیْسَ لَکَ وَ لَنْ یَسْبِقَکَ إِلَى
رِزْقِکَ طَالِبٌ وَ لَنْ یَغْلِبَکَ عَلَیْهِ غَالِبٌ وَ لَنْ یُبْطِئَ
عَنْکَ مَا قَدْ قُدِرَ لَکَ
(و قد مضى هذا الکلام فیما تقدم من هذا الباب إلا أنه هاهنا أوضح و أشرح فلذلک کررناه على القاعدة المقررة فی أول هذا الکتاب)
حکمت 372
وَ قَالَ علیه السلام رُبَّ مُسْتَقْبِلٍ یَوْماً لَیْسَ بِمُسْتَدْبِرِهِ
وَ مَغْبُوطٍ فِی أَوَّلِ لَیْلِهِ قَامَتْ بَوَاکِیهِ فِی آخِرِهِ
حکمت 373
وَ قَالَ علیه السلام الْکَلَامُ فِی وِثَاقِکَ مَا لَمْ تَتَکَلَّمْ بِهِ
فَإِذَا تَکَلَّمْتَ بِهِ صِرْتَ فِی وِثَاقِهِ فَاخْزُنْ لِسَانَکَ کَمَا
تَخْزُنُ ذَهَبَکَ وَ وَرِقَکَ فَرُبَّ کَلِمَةٍ سَلَبَتْ نِعْمَةً
حکمت 374
وَ قَالَ علیه السلام لَا تَقُلْ مَا لَا تَعْلَمْ بَلْ لَا تَقُلْ کُلَّ
مَا تَعْلَمُ فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ قَدْ فَرَضَ عَلَى جَوَارِحِکَ
کُلِّهَا فَرَائِضَ یَحْتَجُّ بِهَا عَلَیْکَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ
حکمت 375
وَ قَالَ علیه السلام احْذَرْ أَنْ یَرَاکَ اللَّهُ عِنْدَ مَعْصِیَتِهِ وَ
یَفْقِدَکَ عِنْدَ طَاعَتِهِ فَتَکُونَ مِنَ الْخَاسِرِینَ وَ إِذَا
قَوِیتَ فَاقْوَ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ وَ إِذَا ضَعُفْتَ فَاضْعُفْ عَنْ
مَعْصِیَةِ اللَّهِ
حکمت 376
وَ قَالَ علیه السلام الرُّکُونُ إِلَى الدُّنْیَا مَعَ مَا تُعَایِنُ
مِنْهَا جَهْلٌ وَ التَّقْصِیرُ فِی حُسْنِ الْعَمَلِ إِذَا وَثِقْتَ
بِالثَّوَابِ عَلَیْهِ غَبَنٌ وَ الطُّمَأْنِینَةُ إِلَى کُلِّ أَحَدٍ
قَبْلَ الِاخْتِبَارِ لَهُ عَجْزٌ
حکمت 377
وَ قَالَ علیه السلام مِنْ هَوَانِ الدُّنْیَا عَلَى اللَّهِ أَنَّهُ لَا
یُعْصَى إِلَّا فِیهَا وَ لَا یُنَالُ مَا عِنْدَهُ إِلَّا بِتَرْکِهَا
حکمت 378
وَ قَالَ علیه السلام مَنْ أَبْطَأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ یُسْرَعْ بِهِ
نَسَبُهُ وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَى مَنْ فَاتَهُ حَسَبُ نَفْسِهِ لَمْ
یَنْفَعْهُ حَسَبُ آبَائِهِ.
حکمت 379
وَ قَالَ علیه السلام مَنْ طَلَبَ شَیْئاً نَالَهُ أَوْ بَعْضَهُ
حکمت 380
وَ قَالَ علیه السلام مَا خَیْرٌ بِخَیْرٍ بَعْدَهُ النَّارُ وَ مَا شَرٌّ
بِشَرٍّ بَعْدَهُ الْجَنَّةُ وَ کُلُّ نَعِیمٍ دُونَ الْجَنَّةِ فَهُوَ
مَحْقُورٌ وَ کُلُّ بَلَاءٍ دُونَ النَّارِ عَافِیَةٌ